مابريس /
أصبح الأمر مؤكداً. الشحرورة رحلت. تحقّقت الشائعة التي لاحقتها منذ أن شاخت بشكلها مع أن قلبها بقي شاباً يرقص فرحاً رغم هموم الدنيا.
بدايتها الفنية كانت في صغرها في لبنان، واستطاعت أن تميز بشهرتها المحلية، حتى استطاعت لفت انتباه المنتجة السينمائية اللبنانية الأصل آسيا داغر، التي كانت تعمل في القاهرة، فأوعزت إلى وكيلها في لبنان قيصر يونس بعقد اتفاق معها لثلاثة أفلام دفعة واحدة، وكان الاتفاق بأن تتقاضى 150 جنيها مصريا عن الفيلم الأول، ويرتفع السعر تدريجياً.
ذهبت إلى أسيوط في مصر برفقة والدها ووالدتها، ونزلوا ضيوفا على آسيا داغر في منزلها بالقاهرة، وكلف الملحن رياض السنباطي بتدريبها فنيا، ووضع الألحان التي ستغنيها في الفيلم، وفي تلك الفترة اختفى اسم “جانيت الشحرورة”، وحل مكانه اسم “صباح” في فيلم القلب له واحد، ويقال إن السنباطي لاقى صعوبة كبيرة في تطويع صوتها وتلقينها أصول الغناء، لأن صوتها الجبلي كان مازال معتادا على الأغاني البلدية المتسمة بالطابع الفلكلوري الخاص بلبنان وسوريا، وهي شقيقة الممثلة لمياء فغالي.
توفيّت صاحبة القلب الذي ينبض فرحاً حتى على فراش الموت في الثالثة من فجر اليوم فنقلت أمنيتها وكلماتها الأخيرة ابنة شقيقتها كلود قائلة:
” يا احباب الصبوحة
الصبوحة اليوم راجعة على ضيعتا عالأرض اللي حبّتا وحبّتا
الصبوحة اليوم راحت عالسما عند الرب الكبير راحت عند اهلا واخوتا اللي اشتاقتلن كتير
صباح الحياة صباح الفرح صباح الابتسامة المشرقة دايما صباح الضحكة المرسومة باصعب الاوقات
بتودعكن وبتقلكن ما تبكو وما تزعلوا عليي وهيدي وصيتي الكن
قالتلي قوليلن يحطو دبكة ويرقصوا بدي ياه يوم فرح مش يوم حزن
بدي ياهن دايما فرحانين بوجودي وبرحيلي متل ما كنت دايما فرّحن
وقالتلي قلكن انه بتحبكن كتير وانو ضلوا تذكروها وحبوها دايماً
يا احباب الصبوحة
الصبوحة ما عادت موجودة معنا بجسدا في هاللحظة
الساعة 3 فجر اليوم طلعت روحا الى الخالق وهي نايمة
حتى في رحيلها كانت هنية ومتل النسمة وما زعجت حدا ولا تعبت حدا
الصبوحة رحلت بالجسد بس رح تضل موجودة بقلوبنا الى الابد
رح نشتقلك كتير كتير كتير يا حبيبتنا
يا ريت كان بايدنا نعطيكي كل لحظة من عمرنا ونخليكي معنا اكتر واكتر
بس هاي ارادة ربنا ..
منحبك صبوحة منحبك للأبد وما رح ننساكي ابداً ابداً
الله يرحمك يا صبوحة ويغفرلك وتكون نفسك بالسما مع الابرار والقديسين