الذهاب من أجل البقاء

0

نقلت صحيفة "كراسنايا زفيزدا" مقتطفات من حديث أجرته وكالة نوفوستي مع المحلل السياسي المصري ماهر الفرغلي، وأشار فيه إلى وجود ثلاثة خيارات أمام "داعش" بعد هزيمته في الموصل.

يقول ماهر الفرغلي:

أمام التنظيم الإرهابي ثلاثة خيارات بعد فقده السيطرة على مدينة الموصل في العراق: حل نفسه، استجماع قواه في مناطق أخرى أو التحول إلى العمل السري.

وبحسب قوله، فإن "الخيار الأول – الإعلان عن حل "دولة الخلافة" عمليا هو أمر مستبعد جدا، ولا سيما أن الحديث يدور عن منظمة إرهابية ذات أفكار بالغة التطرف". أما الخيار الثاني، فيعني تعزيز فروعه وخلاياه في شبه جزيرة سيناء بمصر وفي ليبيا والصومال ودول أخرى، إلى حيث يمكن انتقال مسلحيه للقيام بعمليات حربية واسعة. ولكن من المرجح جدا أن يعتمد التنظيم الخيار الثالث، وهو الذهاب إلى المناطق الصحراوية ذات الكثافة السكانية المنخفضة وإلى المدن، حيث سيحاول الانصهار بين المدنيين، مع الاحتفاظ بعلاقاته وبنيته المشكلة من خلايا مسلحة. ويضيف الفرغلي أن "هذا الخيار هو الأكثر احتمالا، حيث سيتحول نشاط التنظيم من علني إلى سري، ليقوم بعمليات انتقام".

www.eda2a.com ماهر فرغلي

وذكَّر المحلل السياسي المصري بأن "داعش" كان في البداية تنظيما سريا ومغلقا، وكان يعمل وفق مبدأ عمل الأجهزة الأمنية. وهذه السرية كانت "تسمح له بإدارة وتوجيه الخلايا وحرب العصابات والقيام بعمليات إرهابية متفرقة". وأشار المتحدث إلى أن مسلحي التنظيم سيطروا على محافظة الأنبار ومدينة الرمادي، وأعلنوا عن تأسيس "الدولة"، ولكنهم هزموا لاحقا، وتم القضاء على قادتهم، لكن "أبا بكر البغدادي، استغل اضطراب الأوضاع السياسية والصراعات الطائفية في العراق ليعلن عن تأسيس هذا التنظيم".

وبحسب الفرغلي، نظريا يمكن أن يظهر "داعش" في أي نقطة من العالم، حيث الأوضاع متوترة أو المواجهات الطائفية محتدمة. لذلك فقط، لا يمكن القضاء على هذا التنظيم باستخدام القوة العسكرية فقط، وخاصة أن "المجتمع الدولي والسلطات المحلية يرغبان فعلا في القضاء على التنظيم، ولكن ليس هناك إرادة حقيقية لتسوية سياسية والتوصل إلى الوحدة داخل العراق، لذلك تبقى المشكلة قائمة، و "داعش" سيحاول استغلال هذا الوضع".

وأشار ماهر الفرغلي إلى أن التنظيم في حال القضاء على قيادته أو تدمير بنيته سوف يتزعزع جدا. بيد أن التنظيم عموما لا يزال محتفظا بهيكله وقدراته وقيادته مختفية ولديه بناه السرية. وبحسب معلومات المتحدث، لا تزال مجالس الشورى والقضاة وتنظيماته المسؤولة عن جمع وتوزيع الموارد المالية تعمل. كما أن مسلحيه مستمرون في تدريباتهم، بمن فيهم انتحاريين جاهزون. واختتم حديثه بالقول إن "التنظيم لم يهزم، والمواجهات مستمرة".

ترجمة وإعداد: كامل توما

قد يعجبك ايضا

اترك رد