الديك الرومي أرعبهم.. قصة امرأة سورية أصبحت تعلم الأميركيين الطبخ
عندما جاءت اللاجئة السورية ميادة أنجاري قبل عامين إلى الولايات المتحدة، لم تكن تعلم شيئاً عن عيد الشكر، وأبدت استغرابها من هذا العيد الأميركي الذي يختلف عن الأعياد في بلادها، وكان عليها أن تخوض تحدي إعداد طعام عيد الشكر.
كان على ميادة أن تتأقلم مع الديك الرومي الشهير الذي استغربت طريقة طهي الأميركيين له.
فبعد رحلة لجوء استغرقت ثلاث سنوات من سوريا، بدأ أبناؤها حيان ومحمد وعبدالرزاق دراستهم في الولايات المتحدة، وكان زوجها أحمد عبدالحميد يبحث عن عمل. فيما حظيت هي بطفلةٍ اسمها جانا، وكانت في حاجةٍ إلى أن تعتني بها.
كان لديهم الكثير ليستطيعوا التأقلم مع حياتهم الجديدة، ومثلهم مثل غيرهم من اللاجئين من البلدان الأخرى، كان التعود على الطعام يمثل مشكلة، ولكنه أيضاً وسيلة للتأقلم مع عيشتهم في الولايات المتحدة، حسب ما ورد في تقرير لصحيفة The New York Times الأميركية.
طعام عيد الشكر وسيلة للتكيف وهو مصدر للدخل أيضاً
في الخريف الماضي، تعلم أبناء ميادة (البالغة أعمارهم الآن 14، و12، و10 أعوام) ألا يحبوا البروكلي).
وكان أبوهم يعمل بدوامٍ كلي، وتتذكر ميادة سيرها لمسافة ميلين إلى أقرب متجرٍ يبيع مواد غذائية مثل ورق العنب والزيتون وأرغفة الخبز.
السوريات يواجهن مشكلات في التأقلم ولكن يواصلن المحاولة/ISTOCK
طبخت الأم لمجموعة الكنيسة التي كانت ترعى إعادة توطين العائلة، بل إنَّ بعض الأشخاص في مانهاتن كانوا يدفعون لها المال من أجل أن يأكلوا وجبة الكبسة خاصتها، والخضار المحشي بإتقان، والفطائر المحشوة باللحم المفروم أو الملفوفة حول الجبن الطري.
أعطتها صديقة جديدة كانت مسلمة هي الأخرى ديكاً رومياً من جزارٍ محلي يذبح على الطريقة الإسلامية، من أجل طهوه ليصبح بمثابة طعام عيد الشكر الذي يعتبر عيداً أميركياً مهماً.
قطَّعت ميادة الديك الرومي إلى قطع، ووضعتها في ماء مغلي ليصير حساءً، وأضافت إليها البطاطس والجزر والزنجبيل والكمون.
وقالت المرأة السورية إن عائلتها أحبت الوجبة، لكنَ طعام عيد الشكر الذي طبخته بيديها لم يبدُ خاصاً جداً بالنسبة إليها.
وهاهي تؤلف كتاباً في الطبخ، ولكن عيد الشكر أربكها
بدأت الطفلة جانا هذا الخريف مرحلتها التعليمية ما قبل رياض الأطفال.
وحظيت ميادة على مساعدةٍ من محبي وجباتها لنشر كتاب طبخٍ عن الوصفات السورية. لذا فقد قررت خوض اختبارٍ عملي في تحضير أول وليمة عيد شكر لها.
ومثل كثيرٍ من الأشخاص الذين وصلوا مؤخراً إلى الولايات المتحدة من بلادٍ أخرى، وجدت ميادة (33 عاماً) العطلة مربكةً قليلاً.
وقالت إنَّ الاحتفالات العائلية والأعياد في وطنها مخصصة للمناسبات الدينية.
وأوضحت قائلةً: «الناس يقومون بالأمور بكثيرٍ من الطرق المختلفة هنا»، وذلك في تعليقها على طريقة ارتداء الملابس، وتربية الأطفال، وطريقة العبادة.
وأضافت: «تفاجأتُ من أنَّ هناك عطلةً يحتفل بها الجميع».
فلماذا يطبخ الأميركيون الديك الرومي بهذا الشكل؟
وحتى قبل أن تبدأ الطبخ، كانت هناك الكثير من الأمور الغامضة التي تحتاج إلى حل، بمساعدةٍ من أشخاص مثل جينيفر سيت، شريكتها في تأليف كتاب الطبخ وميرا إيفنين، التي قدمت مساعدةً من خلال الصور الفوتوغرافية التي يتطلبها الكتاب، وديف مامين، المشارك في فرقة عمل مساعدة اللاجئين التابعة لكنيسة روتجرز المشيخية الواقعة في الجانب الغربي الشمالي لمانهاتن بمدينة نيويورك.
هل التفاح كان سيُطهى حقاً مع القرفة، التي تستخدمها ميادة مع اللحم والدجاج؟ لماذا تشوي طائراً كاملاً (دون تقطيعه)، بل كيف ستُسوَّى جميع أجزاء الطائر تسويةً تامة بتلك الطريقة؟
كيف يمكن للمعكرونة والجبن، وهي واحدة من وجبات الغداء المفضلة لأطفالها أن تكون وجبة جانبية؟ أَلن تُتبَّل البطاطا المهروسة بقليلٍ من الثوم وكثيرٍ من البصل المحمر، بالطريقة التي تعدها بها؟
تساءلت متحدثةً إليهم عن طريق مترجم: «من دونه لن يكون هناك كثيرٌ من النكهة؟». كانت تصيغ تعبيراتها لتتشكل في هيئة سؤال، مثلما ينبغي لها أن تفعل كثيراً في حياتها الجديدة.
وقد جاءت إلى الولايات المتحدة بعد رحلة محفوفة بالمخاطر
تركت العائلة مدينتها السورية حمص، في 31 مارس/آذار 2013، عندما تسبّب العنف اليومي من جراء الحرب الأهلية في جعل حياتهم لا يمكن تحملها.
فساروا عبر الحدود الأردنية في الظلام، واصطحبهم الجيش الأردني واستقروا في المدينة الأردنية الصغيرة عجلون.
سجلوا كلاجئين لدى الأمم المتحدة، كي يتمكن الصبية من الذهاب إلى المدرسة، لكنَّ الأشخاص البالغين في الأسرة لم يتمكنوا من العمل بطرقٍ قانونية، كان الغذاء والمال شحيحاً على الدوام.
معاناة اللاجئين السوريين تظل إلى ذروتها عادة خلال رحلة الهروب/ISTOCK
من خلال العمل مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تجلب وزارة الخارجية الأميركية عدداً محدداً من اللاجئين كل عام، أغلبهم من الأسر التي لديها أطفال صغار، لإعادة توطينهم في الولايات المتحدة.
ولا يمكن أن يتقدم لإعادة التوطين بموجب هذا البرنامج إلا النازحون بسبب العنف، أو تهديدات العنف (مثل طالبي اللجوء). ويعتبر هذا البرنامج منفصلاً عن الحصص والتشريعات المتعلقة ببرنامج الهجرة إلى الولايات المتحدة.
والآن أصبح السوريون ممنوعين من هذا البرنامج الذي هم في أمسّ الحاجة إليه
في عام 2016، وهو العام الذي وصلت فيه الأسرة إلى ولاية نيوجيرسي الأميركية، قبلت الولايات المتحدة 85 ألف لاجئٍ من أجل إعادة توطينهم، وكان من بينهم 15 ألف سوري.
وفي عام 2017، انخفض العدد الإجمالي ليصل إلى 52 ألف لاجئ. وحتى هذه اللحظة من العام 2018، سُمح لحوالي 22 ألف شخصٍ بدخول الولايات المتحدة، وكان عدد السوريين من بينهم 52 سورياً فقط.
سوريا هي أحد البلاد السبعة التي منعت إدارة ترمب دخول مواطنيها إلى أميركا/ISTOCK
وبالرغم من استمرار الحرب الأهلية وأزمة اللاجئين، سوريا هي أحد البلاد السبعة التي منعت إدارة ترمب دخول مواطنيها إلى الولايات المتحدة.
تستغرق عملية الفحص من أجل إعادة التوطين حوالي عامين. وبالرغم من أنَّ ميادة وزوجها وأطفالها قُبلوا بموجب هذا البرنامج، فإنه لا يزال عشراتٌ من أقاربهم عالقين في سوريا والأردن ولبنان.
والبرنامج يركز على تأقلم اللاجئين بما في ذلك تقديم المال والمأوى وحتى كيفية شراء البقالة
من خلال التمويلات العامة والخاصة، ترعى وزارة الخارجية الأميركية والهيئات المستقلة (مثل هيئة الخدمات الكنسية العالمية، التي أرشدت مجموعة كنيسة روتجرز) اللاجئين وتتكفل بهم خلال عامهم الأول من حياتهم في أميركا.
إذ تقدم المجموعة إليهم المال والملابس والمأوى، وتساعدهم في فهم كل شيء: بدءاً من سلع البقالة إلى اختبارات تطوير التعليم العام.
منذ اليوم الأول لوصولهم إلى الولايات المتحدة، شكل الطعام جزءاً أساسياً من مسألة التكيف مع بلدهم الجديد.
فمن المهم أن يحصلوا على وجبة ملائمة ثقافياً، والأمر لا يقتصر على الطعام الحلال
يأتي ضمن قائمة وزارة الخارجية الأميركية للأشياء التي يجب على الرعاة تقديمها على الفور وجبةٌ «ملائمة ثقافياً» من أجل العائلة.
يفسر بعض الرعاة هذا الأمر من الناحية الدينية، فيقدمون دجاجاً مقلياً يُبتاع من أسواق البقالة التي توفر الطعام الحلال (أو الكوشر في الشريعة اليهودية).
غير أنَّ آخرين يحملون على عاتقهم مسؤولية هذا الأمر بصورة أكثر تحديداً، إذ تصل بهم هذه المسؤولية إلى مدىً بعيد لدرجة أنَّهم يرحبون بالوافدين من خلال طعامٍ مطهو منزلياً، حسب وصفات وطنهم الذي قدموا منه، ليكون طعاماً مألوفاً ومريحاً.
وهذه السيدة أعدت لهم أول وجبة رغم أنها لم يسبق لها تذوق أي طعام سوري
وقالت أولا فارمر، وهي ضمن جماعة روتجرز الكنسية، وكانت هي من أعد أول وجبة عشاء لعائلة ميادة أنجاري برغم أنَّها لم تتذوق من قبل أي طعامٍ سوري: «لقد مروا بالفعل بأشياء كثيرة ليصلوا إلى هنا، ولا ينبغي لهم الاعتياد على شيءٍ آخر جديد بمجرد وصولهم».
من خلال العمل عن طريق قوائم البقالة والوصفات المتاحة على الإنترنت، طبخت أولا عشاءً مكوناً من البرغل ولحم الضأن.
كما أمدت مطبخ العائلة الجديد بمخزونٍ من المكونات الرئيسية مثل الطحينة والزبادي والخيار والأرز.
الطعام السوري فرض نفسه في كل مكان/ISTOCK
وقال كريس جورج، من جمعية «الخدمات المتكاملة للاجئين والمهاجرين» (Integrated Refugees & Immigrants Services) التي تساعد اللاجئين في ولاية كونيتيكت الأميركية: «تعتبر الوجبة الساخنة الملائمة ثقافياً أفضل تشريعٍ فيدرالي على الإطلاق».
ساعدت الجمعية التي ينتمي إليها كريس، والتي تقع في في مدينة نيوهيفن، في توطين أكثر من 6 آلاف لاجئٍ في ولاية كونيتيكت الواقعة في شمال شرقي الولايات المتحدة منذ عام 1982.
والمبادرة لا تقتصر على اللاجئين السوريين، فهاهم يجهزون وجبات من بقاع مختلفة
يؤيد كريس بحماسة ذلك التشريع الذي يطلق عليه CAHM (وهي اختصار للتعبير الإنكليزي المقابل لـ «الوجبة الساخنة الملائمة ثقافياً»)، حتى إنَّه كتب أغنيةً عنه، وقد انتقلت حماسته إلى الجمعية التي ينتمي إليها.
أعدَّ المتطوعون وجبة دجاج موامباي للوافدين الكونغوليين والروانديين، وهي دجاج مطهو ومغموس في مزيجٍ من الطماطم والبصل وزبدة الفول السوداني وزيت النخيل الأحمر الغني، وهي مكونات رئيسية في هذه البلاد، ويعتبرها كثيرون نكهة الوطن.
أما بالنسبة لأمٍ إريترية وأطفالها، قدمت أسرة إثيوبية وصلت قبلهم وجبةً من كعكة إنجيرا، وهي عبارة عن خبزٍ إسفنجي ضمن الوجبات الرئيسية في كلا البلدين الإفريقيين الواقعين في القرن الإفريقي.
لاجئون من دول مختلفة ينتظرون الإفطار من أحد المراكز المتخصصة/ISTOCK
وقالت فريتشه جانجافي، التي وصلت من أفغانستان في عام 2013 وتعمل الآن في جمعية الخدمات المتكاملة للاجئين والمهاجرين، إنَّ الوجبة تحمل تأثيراً خاصاً على اللاجئين الذين وصلوا للتو بعد سنواتٍ عاشوها في منفى بعيد عن وطنهم.
تضمنت وجبة العشاء الترحيبية الخاصة بها البيلاف، الذي يتكون من الأرز ولحم الضأن مع الزبيب، والشاي الأخضر المتبل بالزعفران والحبهان، وهو مشروب منتشر في منطقة هندوكوش الجبلية، التي تمتد عبر شمال أفغانستان وباكستان.
وقالت: «كنا نعيش في مخيم قبل دخول الولايات المتحدة، وقد نسيت تقريباً مذاق طعامنا».
إذ إن قيم عيد الشكر تبدو ذات أهمية خاصة للاجئين
وهناك أيضاً ديما كينغ، الذي وصل إلى الولايات المتحدة في العام الماضي، ويطلب اللجوء بسبب الاضطهاد الذي يتعرض له المثليون، وبسبب التشريع الذي اتُّخذ ضدهم في وطنه روسيا منذ 2013.
ويجهز ديما عشاء أول عيد شكر سيقضيه في الولايات المتحدة هذا العام.
وقال: «فهمتُ على الفور أنَّه احتفال للأميركيين الجدد والسكان الأصليين لأميركا».
وأوضح أنَّ العطلات التي تحتفل بالحصاد موجودة في كل أنحاء العالم، لكنَّ عيد الشكر يحتفي أيضاً بممارسات معاملة الغرباء بكرمٍ وخير وإنسانية.
وأضاف: «من المؤكد أنَّ تلك عطلةٌ أود أن أطبخ فيها».
درس ديما في دورةٍ تدريبية يقدمها المطعم غير الهادف للربح Emma’s Torch، الكائن في حي ريد هوك بمدينة بروكلين، إذ يقدم هذا المطعم تدريباً على الطهو للاجئين.
ورغم خوفه من الديك الرومي، فإن هذا اللاجئ الروسي سيصبح طاهياً محترفاً
وسيبدأ ديما قريباً عمله طباخاً في مطعم Temple Court، وهو مطعم أنيق في الحي المالي في نيويورك.
بالرغم من هذا، يشعر بالخوف من طهو ديكٍ رومي بأكمله (وهي مهارة نادراً ما يجري تعليمهم إياها في مدارس تعليم الطهو)، وعلى الأرجح سيُجرب في قطعة أصغر.
يواجه لاجئون من بلدان مختلفة وليس سوريا فقط مشكلة في طهي الديك الرومي بالطريقة الأميركية/مواقع التواصل الاجتماعي
لكنْ لديه تصور كامل للحلوى: وهي فطيرة يقطين مغطاة بمخفوق المرينغ الكريمي.
وقال: «سوف أستخدم بالتأكيد يقطينة طازجة، لقد تعلمت أن أكون هادئاً جداً مع (طهو) الخضراوات».
فوجبات هذا العيد تبدو صادمة لمن لم يجربها
وحتى بالنسبة لطهاة بارعين مثل ميادة وديما، يمكن أن تبدو الوجبة التقليدية لعيد الشكر مليئة بالنكهات والأساليب غير المألوفة.
إذ إنَّ تعدد الأطباق الخفيفة والنشوية (مثل البطاطس المهروسة، وبطاطا اليام، والحشو، والفطائر)، وحدَّة مرقة التوت، والحجم الكبير للديك الرومي، كل هذه الأشياء تصدم كثيراً ممن يجربونها لأول مرة ويعتبرونها أشياء غريبة.
أما ميادة السورية فقدت وجدت الحل.. تعاملت معه مثل الكبسة
تطبخ ميادة مثل أغلب السوريات منذ طفولتها، ولا ترى غضاضةً في إعداد العشاء لـ60 شخصاً. وقد بدأت للتو في إعداد أطباق عيد الشكر الخاصة بها.
تعاملت الأم السورية مع طهو أول ديك رومي كامل لها، كما لو أنَّها تطهو أكلة الكبسة العربية الشهيرة: وذلك من خلال البدء بالزبادي.
ثم أضافت البصل المبشور، ومعجون الطماطم، وقطعاً من القرفة وجوزة الطيب، والكركم والفلفل الأسود، وفركت الخليط ووزعته فوق الجلد.
وضعت ميادة الطائر في واحدٍ من صوانيها المستديرة الخفيفة، وهي عبارة عن مقلاة طهي ذات مقبضين وليست ضمن مجموعة الأواني الخاصة بها، وغطتها بإحكام برقائق معدنية، وتركتها لتُطهى في درجة حرارة عالية.
ثم خفضت درجة حرارة الفرن، وأزالت الرقائق المعدنية وتركتها لتحصل على اللون البني. وفي النهاية، حمصت قطعاً من اللوز في زبدٍ سائح، ونثرتها فوق الطائر لتزيينه بالقطع المقرمشة.
اللاجئون السوريون يفتقدون كثيراً من مكونات الطبخ التي تشتهر بها بلادهم/ISTOCK
وقد جمعت بالفعل بعضاً من كرنب بروكسل لتجربته، فحمَّصت ورقاته مع الملح والفلفل، حتى يتحمر قليلاً.
والآن، بعد أن ملأ الديك الرومي أرجاء الفرن، شرعت في قلي الكرنب بزيتٍ قليل فوق الموقد، وأضافت إليه صوصاً معروفاً في المطبخ السوري، يتكون من الطحينة والزبادي مخلوطين معاً ويعلوهما الثوم الطازج.
من خلال العمل بسرعة ووضع المقادير بتقدير الكميات بيدها مباشرةً، تخلط ميادة كميةً من العجين الغني بالزبد، الذي تستخدمه عادةً من أجل المعمول، وهو كعك تقليدي محشو بالتمر: لكنَّها ستستخدمه هذه المرة لتخبز فطيرة التفاح الأميركية.
وقالت إنَّها في سوريا كانت تجهز باستمرار كمياتٍ من نفس العجين باستخدام 11 كيلوغراماً من الدقيق و2.7 كيلوغرام من السكر.
ولكن هذه التجربة الرائعة تجعلها تشعر بالحنين إلى الوطن
وتتجمع جميع نساء العائلة، بمن فيهن أمها وأخواتها الثلاث ونسيباتها الكثيرات وبنات أعمامها، للمشاركة في العمل الشاق من قرص وحشو ورص العجين.
ومع تقشير التفاحة تلو الأخرى من دون النظر حتى إلى يديها، أصدر هاتفها إشارتٍ تنبيهية لاستقبال رسائل من أقاربها الباقين في الشرق الأوسط، بيننما هي تعد طعام عيد الشكر.
وقالت إنَّ الطبخ وحده كان عملية تكيف صعبة.
وأوضحت: «حينها أشعر أنِّي أفتقد الوطن للغاية».
جلبت ميادة وصفاتها إلى هذا البلد، ليس من خلال كتاب، بل من الذاكرة. وقالت إنَّها لم يسبق لها أن نظرت إلى كتاب طبخ قبل أن تصل إلى الولايات المتحدة.
وكتابها يحمل قولاً عربياً مشهوراً يذكر بأهمية الطعام في العلاقات الإنسانية
ويحمل كتابها اسم «The Bread and Salt Between Us» أو «بيننا خبز وملح»، وهو تعبير عربي يشير إلى تبادل الاحترام وبدء تحالف أو صداقة.
في النهاية، جلست لتتذوق الطعام، محاطةً بأطفالها وحشد من الأصدقاء والمترجمين والرعاة وأشخاص متنوعين ممن يساعدون في كتاب الطبخ.
نظراً إلى أنَّها طباخة، فإنَّها تستوعب كلا الأمرين: أنَّ تحضير عشاء عيد الشكر يشكل جزءاً من اعتياد الحياة الأميركية، وأنَّ إجادة الأمر تدريجياً يعتبر نهجاً جيداً.
غير أنَّها لم تتمكن بعد من طهي البطاطا الحلوة هذا العام كما ينبغي، وإن كانت قد هرستها مع الزبد والملح.
وقالت ميادة إنَّها في العام القادم ستكون مثل الكثيرين الآخرين، وإنَّها سوف تطهو طعام عيد الشكر «بشكلٍ أفضل».
The post الديك الرومي أرعبهم.. قصة امرأة سورية أصبحت تعلم الأميركيين الطبخ appeared first on عربي بوست — ArabicPost.net.