الاعتراض الكوني
كتب أستاذ اكاديمية العلوم العسكرية فلاديمير كوزين مقالا، نشرته صحيفة "كراسنايا زفيزدا"، وتحدث فيه عن استمرار الولايات المتحدة في تعزيز قدراتها المضادة للصواريخ.
كتب كوزين:
استنادا إلى ما نشرته الأسبوع المنصرم إدارة الدفاع الصاروخي في البنتاغون، فقد تمكنت القوات الأمريكية يوم 30 مايو/أيار للمرة الأولى منذ سنوات عديدة من اختبار صاروخ اعتراضي بنجاح فوق المحيط الهادئ.
ولهذا الاختبار ميزتان: أولا، تم الاعتراض على مسافة تبعد عدة آلاف من الكيلومترات عن نقطة الإطلاق، وثانيا، تمت العملية باستخدام منظومة الدفاع الصاروخية الاستراتيجية. وقد سمح هذا النجاح لمدير إدارة الدفاع الصاروخي الفريق البحري جيمس سيرينغ بالإعلان عن امتلاك الولايات المتحدة "وسائل أمينة لاعتراض الصواريخ".
الفريق البحري جيمس سيرينغ
وهنا يجب أن نشير إلى أن هذا الاختبار هو حلقة جديدة في سلسلة تعزيز الولايات المتحدة للأسلحة المضادة للصواريخ. وقد أكد البنتاغون مرارا أن هدف هذه الاختبارات هو صد الهجمات الصاروخية (الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى) عن الولايات المتحدة وحلفائها وأصدقائها.
واستعرض هذا الاختبار سعي القيادة العسكرية-السياسية الأمريكية لاعتراض الصواريخ البالستية بعيدة المدى على مسافة بعيدة عن القارة الأمريكية.
ومن الواضح جدا أن الولايات المتحدة بعد انسحابها من اتفاقية عام 1972 بشأن الحد من منظومات الردع الصاروخية، تستمر، في غياب أي قيود سياسية وقانونية، بتحسين قدراتها في هذا المجال. وقد سبق أن اختبرت منظومة صواريخ اعتراضية لتدمير مجموعة صواريخ بالستية ومجنحة. وتصنع صواريخ اعتراضية ذات رؤوس متعددة موجهة ذاتيا بهدف تدمير عدة أهداف في آن واحد. كما يجري العمل على تحسين برامج توجيه هذه الصواريخ والتفريق بين الأهداف الفعلية والكاذبة.
كذلك، يستمر المجمع الصناعي-العسكري الأمريكي بإنتاج صواريخ اعتراضية مختلفة (تطلق من قواعد بحرية وبرية)، والآن استؤنف اختبار أسلحة الليزر الجوية التي سبق أن جمد العمل بها.
ووفق البرنامج المعتمد، ستُنشر في الولايات المتحدة 44 قاعدة لإطلاق الصواريخ الاعتراضية بنهاية عام 2017 في ألاسكا وكاليفورنيا. هذا بالإضافة إلى منظومة الدرع الصاروخية الاستراتيجية.
كما يجب الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تملك 35 سفينة حربية مجهزة بمنظومة "إيجيس". ومن المحتمل أن يصل عددها عام 2040 إلى 80 سفينة أو حتى إلى 96.
ترجمة وإعداد: كامل توما