الألمان فقدوا الثقة بالولايات المتحدة
كتب يفغيني غريغوريف مقالا عن العلاقات الألمانية–الأمريكية في صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا"، أشار فيه إلى أن سياسة واشنطن انعكست على الحملة الانتخابية في ألمانيا.
كتب غريغوريف:
يلاحَظ حاليا حدوث تغيرات في مزاج المجتمع الألماني. وهذه التغيرات تؤثر في العلاقات عبر الأطلسي، وفي الشؤون الأوروبية وفي نهج السياسة الداخلية لألمانيا.
فقد شاركت في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي شخصيات ألمانية شهيرة، ومثَّل الحكومة الاتحادية وزير الخارجية زيغمار غابرييل، والولايات الاتحادية رئيس الحكومة المحلية لولاية بافاريا هورست زيهوفر، وقد التقيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث ناقشا خلال اللقاء القضايا الدولية الحيوية.
Sputnik الرئيس بوتين يلتقي وزير خارجية ألمانيا
ومع أن الحديث عن تقدم في العلاقات بين البلدين أمر سابق لأوانه، فإن المنتدى أظهر وجود بعض التغيرات حاليا. فقد قال مثلا سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى الاتحاد الروسي في بيان صحافي وزع في المنتدى: "سنتجاوز العوائق معا"، كما أن حجم التبادل التجاري بين البلدين قد ارتفع بنسبة 43 في المئة.
وقد أثار قرار الرئيس الأمريكي الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ قلقا كبيرا في ألمانيا، وصب الزيت على النار تصريح المستشارة أنغيلا ميركل "الوقائي" في ميونيخ. فهي قد أعلنت بعد قمة الناتو ومجموعة "السبع الكبرى" عن مضي الوقت الذي كان يمكن فيه للألمان الاعتماد على الآخرين، وكانت تقصد الولايات المتحدة.
Reuters Michaela Rehle انغيلا ميركل في خيمة الجعة
وسنرى كيف سيتم تنفيذ هذا في الخطط السياسية. ونبدأ بالبارومتر السياسي لمجموعة"انتخابات" لمركز مانهايم للأبحاث (Mannheimer Forschungsgruppe Wahlen). فقد بينت نتائج الاستطلاع أن 29 في المئة فقط من المشاركين فيه يدعون إلى علاقات جيدة مع واشنطن، في حين أن هذه النسبة كانت تعادل 82 في المئة في أكتوبر/تشرين الأول 2016. وعلاوة على هذا، يرى 68 في المئة العلاقات مع واشنطن حاليا سيئة، وأن 69 في المئة لا ينظرون إلى ترامب كشريك موثوق به، بينما يخشى 79 في المئة أن تعقِّد سياسته التعاون في مسائل المناخ والارهاب واللجوء.
الأوضاع السياسية داخل ألمانيا تتغير: فالحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يتزعمه مارتن شولتس يفقد بموجب توقعات مؤشر مانهايم ناخبيه للأسبوع الثالث على التوالي، ولو أُجريت الانتخابات يوم الأحد الماضي لحصل على 25 في المئة من الأصوات بدلا من 31 في المئة كانت متوقعة قبل شهر ونصف الشهر.
ومن المعلوم أن الانتخابات البرلمانية ستُجرى يوم 24 سبتمبر/ايلول المقبل. أي بعد ما يقارب أشهرا أربعة. لذلك يعلن قادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي للناخبين عن مقترحات لديهم وأفكار جديدة. وفي معرض تعليقه على تصريحات ميركل، قال شولتس: "إذا كانت ميركل قد اكتشفت أوروبا في خيمة الجعة، فيمكنني القول: أن تفعل ذلك متأخرة خير من ألا تفعله أبدا".
كما أن هناك أصواتا محافظة داخل الحزب الديمقراطي المسيحي، تشكك في المسار المتناقض الذي تنتهجه ميركل، حين تؤكد على أن الشراكة مع الولايات المتحدة والناتو ثابتة، وأن ما أثار برلين هو انسحاب واشنطن من اتفاقية باريس للمناخ التي أُدرجت أهدافها في جدول أعمال قمة مجموعة العشرين، التي ستعقد في هامبورغ بألمانيا في يوليو/تموز المقبل.
هذا، وإن نجاح القمة في هذه المسألة وكذلك مسألة التجارة (التي يصعب الاتفاق بشأنها مع الجانب الأمريكي) أمر مهم لميركل المقبلة على الانتخابات البرلمانية. فإذا لم تنجح القمة، فسوف تحاول الأحزاب المنافسة لها استغلال ذلك في حملتها الانتخابية.
ترجمة واعداد كامل توما