اردوغان يزور بروكسل للدفاع عن اصلاحه القضائي وسط اخطر ازمة يواجهها نظامه

0

يتوجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي يواجه اخطر ازمة سياسية في سنوات حكمه الاحدى عشرة، مساء الاثنين الى بروكسل في مسعى لوقف الانتقادات لبرنامجه الاخير لاصلاح القضاء المثير للجدل.

وكانت زيارة اردوغان الى العاصمة الاوروبية، الاولى منذ خمس سنوات، مقررة اصلا للاحتفال باعادة اطلاق المفاوضات بين تركيا والاتحاد الاوروبي. لكن فضيحة الفساد التي تهدد النظام في انقرة ادت الى تغيير جدول اعماله.

فرئيس الحكومة الاسلامية المحافظة سيجد نفسه في موقع المتهم امام القادة الاوروبيين، فيما يواجه سيلا من الانتقادات والتنديد برغبته في اخضاع القضاء التركي ووأد التحقيقات التي تهدده.

وفي تصريح للصحافيين ادلى به مساء الاثنين في مطار انقره قبل سفره الى بروكسل اوضح اردوغان انه سيكشف لمحادثيه الاوروبيين “شبكات الخيانة” التي تتامر على حكومته التي سيدافع عن قراراتها.

واعتبر اردوغان ان 2014 ستكون سنة مفصلية بالنسبة لطموحات تركيا الاوروبية واعدا في هذا السياق بتعزيز الجهود الديموقراطية لبلاده. وقال “تركيا ستواصل بشجاعة واصرار برنامجها الاصلاحي”.

وفي وقت سابق كرر وزير الشؤون الاوروبية التركي مولود شاوش اوغلو التأكيد الاثنين على رغبة بلاده في تلافي اي ازمة مع الاتحاد يمكن ان تخرج ترشيح عضوية تركيا عن مسارها.

وقال شاوش اوغلو في حديث لصحيفة ملييت الليبرالية “نأمل، ونرغب في الا يتسبب المشروع (الاصلاحي) المتعلق بالمجلس الاعلى للقضاء بازمة خطيرة مع الاتحاد الاوروبي”.

واضاف “نتفهم ان تثير المبادرة بعض النقاشات لكننا سنوضح لهم (الاتحاد الاوروبي) صوابها”، مجددا التأكيد على ان المشروع “يتفق مع المعايير السياسية للاتحاد الاوروبي” بنظره.

وتدرس لجنة برلمانية تركية منذ نحو عشرة ايام هذا النص الذي يهدف الى تغيير عمل المجلس الاعلى للقضاء خصوصا من خلال منح وزير العدل الكلمة الفصل في تعيينات القضاة.

وقال مصدر اوروبي ان المفوضية الاوروبية طلبت ان تتم مشاورتها مسبقا حول مضمون هذا الاصلاح.

وعلق هذا المصدر على ذلك بقوله “انها بادرة ايجابية جدا”، لكنه تحفظ بشأن الموقف الاوروبي حول مضمون المشروع. لكن الوقت يضيق لان البرلمان التركي سيبدأ مناقشة الموضوع مبدئيا اعتبارا من غد الثلاثاء في جلسة مكتملة النصاب.

واكد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الاحد “اننا جاهزون لمناقشة كافة المواضيع، جاهزون للاستماع لاي انتقاد او اي وجهة نظر، طالما ان هذه الانتقادات والاراء تستند الى المعايير والقوانين المرعية في الاتحاد الاوروبي”.

وقام اردوغان في الاسابيع الاخيرة بحملة تطهير غير مسبوقة في اجهزة الشرطة والقضاء المتهمين بتنفيذ “مؤامرة” تدبرها جمعية الداعية الاسلامي فتح الله غولن ضد حكومته والبلد كله.

ومنذ 17 كانون الاول/ديسمبر تعرض عشرات من رجال الاعمال والنواب المقربين من السلطة للاتهام او للسجن بتهم الفساد والاختلاس وتبييض الاموال في سلسلة تحقيقات تسببت حتى الان باستقالة ثلاثة وزراء.

واثار مشروع الاصلاح القضائي استنكار المعارضة التي تعتبره مخالفا للدستور، وكذلك الكثير من الانتقادات من جانب الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة.

وفي هذه الاجواء توقع عدد من المعلقين الاتراك ان تكون زيارة رئيس الوزراء محفوفة بالصعوبات.

وكتب سميح ايديز كاتب الافتتاحية في صحيفة طرف التركية انه كان “اولى باردوغان ان يلغي زيارته الى بروكسل”. واضاف “من المحتمل جدا ان يسعى الى اعطاء درس في الديموقراطية او حتى توبيخ محادثيه الاوروبيين الذين سيوجهون اليه انتقادات” مشيرا الى انه “لا مفر من حدوث اضرار” لهذه الزيارة.

ومع قمع حركات الاحتجاج المناهضة للحكومة التي هزت تركيا في حزيران/يونيو الماضي تراجعت بالفعل شعبية اردوغان في اوروبا.

وادراكا منه لمخاطر الزيارة ناشد داود اوغلو الاحد بروكسل عدم اتخاذ “موقف تمييزي” تجاه تركيا.

وقال متوجها الى الاتحاد الاوروبي “فلنتفاوض باسرع وقت ممكن” واعدا “بعدم التخلي مطلقا عن المعايير الديمقراطية”.

وقد بدأت تركيا مساعيها للانضمام الى الاتحاد الاوروبي رسميا في 2005 لكن المفاوضات بقيت تراوح مكانها لفترة طويلة خصوصا بسبب خلاف مع قبرص العضو في الاتحاد الاوروبي، وتحفظات فرنسية والمانية عن ترشيحها لعضوية الاتحاد.

ا ف ب

قد يعجبك ايضا

اترك رد